26 August 2007

دعوة الى التفاهه

في كتابه الرائع
أرني الله
وتحت عنوان
أنا الموت

كتب توفيق الحكيم قصة شاب جامعي مثقف حاصل على الدكتوراه في الفلسفة وبدأت القصه على صخرة فى شاطئ سيدي بشر حيث يجلس متأملا البحر بعين حيرى تصارع فكرة مجنونة تقترب من التحقق
وفجأة قام الشاب وتقدم تجاه البحر بكل ثقة وألقى بنفسه فية
هاج الشاطئ ورواده فهناك غريق يرونه يصارع الموت وحده
وتقدم المتقنون للسباحة ليقدمو خدماتهم
لكن هناك من سبقتهم بانقاذه من موته المحقق وفى قسم الشرطة كان الحوار الذي دار بينهم
س : ما أقوالك في هذا الحادث ؟
جـ : كنت أتابعه وأنا سابحة في زورقي ووجدته ينهض ويلقى بنفسه في البحر يريد الإنتحار
س : لماذا أردت الإنتحار
جـ : إكتب ياسيدي أى شئ اكتب خلل عقلي مثلا أو لضيق الحياة
قلت إنك من زوي الأملاك وأنت رجل من رجال التعليم فكيف نصدق ذلك؟
فالتكتب اذن رغبة فى الخلاص من الحياة وتركه
ثم ما شانكم أنتم فى شخص أراد أن ينتحر؟
ما شأننا ؟ كيف ؟ أليس انتقالك هذا يلزمة ترخيص وإجراءات كما أى شخص يريد مغادرة دار الى دار اخرى
هذا هراء وأنا لى مطلق الحرية فى اختيار المكان الذي اريده والوقت
كيف ؟انك ما أتيت الى الدنيا برغبتك
فكيف نسمح لك بتركها برغبتك وارادتك؟
نظر اليه بفروغ صبر وقال له اكتب ماتريد كتابته يا سيادة الوكيل
ثم التفت الى منقذته وقال لها ما شانك أنت بي حتى تفعلى هذا الفعل الغبي
نظرت متعجبه وقالت لقد أنقذت حياتك يجب ان تشكرني
بل ألعن حظي العاثر الذي جعلك ترينني
لقد حطمت خطتي وأفسدتى على رحلتي
سألته لو أنك رأيت منديلي سقط منى ف الطريق ألن تلتقطه وتعيده لي مرة اخرى
هذا امر مختلف يا أنتِ
إذا سقط منك بدون تعمد شئ وإذا ألقيت به من النافذة شئ ساعتها لن يعيرك أحد إهتماما ولن ترين متطفلا يعيده اليك
انتهينا
كيف وقد أفسدتى خطتى ؟
اعدك انها لن تتكرر
انتهى المحضر وخرج كليهما من باب القسم وهرول هو لإتجاه الشاطي وبدون وعي عبر الطريق دون أن يلتفت الى السيارة القادمه عن قرب موشكة على التهام جسده
وبدون أن تدري هي الأخري تقدمت مسرعة كالفراشة وانقذته للمرة الثانية من موت محقق
صاح غاضبا دعيني وشاني
وتحدثا طويلا حتى قالت له ساصحح خطأي ياهذا هيا بنا الى الصخره واعدك إنني لن أحول بينك وبين ماتريد على العكس ساحافظ على تحقيقه
وذهبا اللى الصخره فحاولت ان تعرف منه السبب الحقيقي لإنتحارة مادام قد قرر الإنتحار فلم يخشي من ان يقول الحقيقه لها وفقط ووعدته بالحفاظ عى السر
فكان منه أن قال لها إنها أى الحياة باتت مزيفة وحقيرة فلا شئ فيها ثابت الجميل يصبح قبيحا والشر يصير خيرا والصحيح يغدو خطأ والخطأ يتبدل الى صواب
وكل مافيها يدعو الى تركها كلها أمور محزنة حروب الدول وتفشي المرض وضياع القيم وانحلال الشعوب وفساد الحكومات
حتى الغناء يذكرنا بجروحنا التى ما تداوت بعد فيؤلمنا سماعه
تأملته صامتة لحظات ثم قالت يجب أن تتعاطي شيئا من التفاهه
ماذا تقولى ؟
أقول الحقيقه التى يجب ان تعيها انت لست ذكيا اذا ماجلست في برجك وتفكرت فى أمور مالك فيها خيار وعذبت نفسك بوقوعها دعك من الحكم العلوي وكن كما البشر يمرحون ويحزنون يرقصون ويغنون
لا تبحث عن عذاب نفسك بيديك
كن تافها تري الحياة جميلة
نظر لها باحتقار وأدار ظهره موليا وجهه للبحر ثم القى بنفسه فيه
وقفت هي مرتبكة لا تعرف اتفى بوعدها له بعدم انقاذه ام تنقذه
ولم تدري الا وهي بجواره تحتضنه وهو يقول لها أنت ثانية
فترد قوله نعم ألست تريد الموت؟
!أنا الموت
..........
إنتهت القصة وبقي سؤال
لماذا كل من هو تافه سعيد ؟
وكل من هو جاد أو متطلع للمثالية شقي بحياته معذب بواقعه؟

12 August 2007

الطريق



مع إشراقة الفجر من يوم السبت الموافق الثاني من فبراير للعام 1985 ميلادية كان صدور الأمر الإلهي بأن يكون وكونه قد كان بالأمر كن فإنه لابد وأن ينتهى ويفني بنفس الأمر المكون من حرفين وبين الأمرين فسحة من الزمن وفيها سير على طريق

وكم هذا الطريق عجيبا فهو ليس ككل الطرق ممهد ومحدد الإتجاه وواضح المعالم ، فيه الكثير من الأمور المبهمه وبه أشياء ليس لك فيها إختيار ولا قرار لازمنا ولا مكانا فقط عليك أن تسير حتى يقال كن فتكون

وعلى الطريق تلقى أناسا لهم طريق أيضا قد تسيرا معا زمنا وقد تسيرا معا للأبد وقد تلتقيا بين مفترق الطرق ، من هؤلاء جميعا تتعلم كيف تنهي الرحله بنجاح وتنجز وتجد السير فى الطريق بمهارة

ومن هؤلاء من هو موجود ليعيق سيرك ويحطم طموحاتك ويترك فى نفسك ألما قد يؤخر نجاحك وقد يعدمه نهائيا إن أردت فالأمر بيدك لأن هذا طريقك وتلك مهمتك

من وضعتني على الطريق ليست ممن ادعى انها واحدة ممن قابلنى عليه فهى أصل وجودي عليه من البداية هى بوابة المرور التى من خلالها كنت ، حبها أمر فطري لكنه قدري أيضا لا اختيار فيه ولا قرار

على الطريق إلتقينا بعد عام من صدور الأمر بأن أكون وسرنا معا تتغير وتتبدل بنا الأحوال من يسر الى عسر ومن تفاهم الى خلاف ومن صلح الى خصام ومن عند الى هواده وتسامح ولكن دائما يبقى بيننا الحب الخالص الذي لا يعكر صفوة شئ مهما كبر ولذلك بقيت وسأظل أحبه

كانت من أول من سرت معهم على الطريق حبيبة الى قلبي دائما رغم إختلاف رؤانا وعندنا المتأصل فقط تنتهى كل إختلافات وجهاتنا عندما نجتمع على الشئ العظيم الذي بيننا فننسي كل اختلاف ويبقى الحب

هو أيضا مثلها من أوائل من صاحبوني على الطريق وممن علموني جمال الرومانسية وحلاوة الشعور وسحر الحب جميل جماله حلو كلامه عنيدة صلبة آرائه غيورطبعه محب للإمتلاك ومحب لأشياء أخرى أرقى وأعظم ورغم كل شئ أحبه

لحقت بى فى الطريق فالتقينا قدرا ومع تبدل أطوارها من سئ لأجمل ومن طفولة لنضج تتضح منها الطيبة وتأصل الحب للخير بقلبها ورغبتها الطاهره فى الله التى ارجو أن يباركها سبحانه لكن العند اللعين قد يربك سير مجتهد اذا التقى بمن هو ضده واذا لم يستعمل ذكائه وقد يفعل العكس فيزيد من العزم ويقوي الإرده وتلك أمنيتى لتلك الحبيبة

له دائما النصيب الأكبر من الإكبار والحب في قلبي لحقت به على الطريق فسرت معه أغرقني في نهر حبه الطاهر وعذب حنانه الشهي وجميل قلبة الطيب لكنه تركني قبل أن أنهي طريقي لأن طريقة كان قد إنتهى وامره قد صدر فودعته باكيا حزينا على أمل لقياه بعد ان ينتهى الطريق

كبريائها وإعتزازها بنفسها يجبرك أن تعجب بهذه الشخصية القوية المدهشه لحقت بها وسرت معها فرأيت كم هي عظيمة حقا مظهرها لا ينبئك عن كم قوتها فهي ضعيفة مستكينة هادئه لكن مالاتراه قوة لا توجد فى الرجال وكبرياء خليق بأمراة عظيمة الأثر فى حياة ذويها وحنان وحب قد تراه يتنافى مع الكبرياء والعظمة لكنه سر من أسرارها ، تركتني الحبيبة الحنونة فى هدوء وإنسحبت من الحياة بعد سير أجهدها وهدها تركتنى عظيمة ذات كبرياء كما التقيتها فى بداية الطريق


...

يتبع