26 July 2007

تخييييييييل وعيييييييييييييش

تخيل


ماتيجوا نتخيل سوا

اصل مفيش احسن من التخيل والأحلام

عالم التخيل ده عالم اخر

عالم هتعيش فيه ومش هتزهق منه

ولما تتخيل حاجة محدش بيحاسبك عليها ولا بيحاسبك ان انت تخيلك واسع حبيتين

واللى انت بتحلم بيه محدش هيوقفلك على باب تخيلاتك ويقولك استنى ده مينفعش


تخيل وعيش زى ماانت عاوز

تيجوا نتخيل ونعيش سوا

يالااااااااااااااااااااااا

تخيل ان انت مش انت

تخيل ان البلد مش البلد

تخيل ان الناس غير الناس

واللى انت عايش معاهم مش هما اللى انت عايش معاهم دلوقتى

تخيل بقي (المصيبة الكبيرة)ان الريس مش الريس

وان الحكومة مش الحكومة

تخيل بقي البلد حالها كويس وانت عايش مرفهه

تخيل ان انت عندك كل حاجة وكلاللى انت عاوزه بتتمناه

تخيل حياتك اتقلبت من فوق لتحت (بس اوعى توقع)ولاقيت قدامك كنز على بابا بس من غير الاربعين حرامى

(معلش بقي ماانت تتخيل الحاجة الحلوة برضه )


تخيل انك خلاص ربنا فرجها عليك وهتتجوز البنت اللى انت بتحبها ومكنتش عارف

تتقدم لها عشان مفيش شغل ومفيش دخل

ومفيش شقة ولا انت عارف هتتنيل وهتصرف على البيت منين


تخيل بقي وعيش

ماانت مبقتش انت

انت مش انت وبقيت حد تانى غير اللى انت كان عايش معاه
فاهمين حاجة؟؟؟

طيب خلاص


نكمل التخيل بقي

تخيل البلد ديمقراطى

اه تصدق ده فى التخيل

تخيل ان انت بتنتخب اللى انت عاوزه

تخيل أن انت عايش بحرية وبتقول رأيك

ولما الرئيس بتاع البلد ميعجبكش تقوله انه وحش وهو يقبل رأيك

ويعمل اللى يرضى المواطنين والشعب

تخيل ان انت دخلت الكلية اللى انت نفسك فيها بصرف النظر عن مجموعك فى الثانوية العامة

تخيل اصلا ان التعليم اتغير

وبعبع الثانوية العامة مشي وروح بعيد

ومش بيجي بس غير للعيال الوحشة اللى مبتسمعش الكلام

تخيل بقي وعيييييييييش


تخيل حياتك اتملت والفراغ مبقاش له وجود اصلا

تخيل ان انت بقيت مصلح فى البلد وبقي ليك بصمة واضحة وظاهرة فى البلد

تخيييييييييييييييييييييييل


تخيل ان العلماء اللى من البلد نفسها مبقوش بيسافروا برة

ومبقوش بيهربوا من البلد

تخيييييل ان البلد وفرت كل سبل الراحة للعلماء والمخترعيين اللى فيها

تخيل ان انت بقيت حاسس بكيانك ووجودك فى البلد من غير سلطة ولا تحكم من حد

من غير ماتخاف من أمن الدولة ولا من ظباط الأقسام

تخيل انك عايش بجد وعارف انك حر ومش خايف من اى حد

تخيل ان انت اتجوزت وجبت أولاد زى السكر وهتعلمهم أحلى تعليم واحسن حاجة هتعيشهم فيها

طبعا بعد ماتكون تخيلت ان دخلك بقي مستريح اوى وكبير زى بلاد اوربا والدول المتقدمة

تخيل ان كل بلاد العالم عايشة فى سلام

تخيل ان الحالة الاقتصادية للبلد تمام اوى وعال العال

تخيل ان المياه اللى بتشربها هى أحلى مياة ومش ملوثة

تخيل ان البلد نضيفة جدا وانضف شارع متلاقيش غير الهوا بس اللى بيعدى منه يعنى
مفيش حاجة كده ولا كده مرمية على الارض

تخيل ان مفيش عشش على اطراف البلد

وتخيل كمان ان الصرف الصحى تمام اوى عند كل الناس ومفيش مجارى ضاربة

تخيل كمان ان البلد انعدم فيعا الفقرا

تصدق أفقر واحد فى البلد هو اللى كان أغنى واحد من ايام ما كان المليون ده ثروة كبيرة

تخيل حياتك من غير اى مشاحنات ولا خناقات ولا شد وجذب

تخيل ان كل موظف قاعد على مكتبه فى البلد ديه بيشتغل بذمة وضمير وبيشتغل بجد

وبيراعي ربنا فى شغله-ومابيقلش فوت علينا بكرة ولا سايب درج المكتب مفتوح-فاهمنى طبعا


تخيل كل اللى نفسك فيه وكل اللى انت عاوزه وبتحلم بيه

تخيل حياتك بقي هتبقي عاملة ازاى

تخيلوا بقي كل اللى نفسكم فيه

اصلي مش فاكرة ايه تانى ممكن نتخيله


بعد كم التخيلات ديه كلها

ياخبببببببببببببببببببر

انا ايه اللى صحانى من النوم دلوقتى

ماانا كنت مبسوطة وعمالة اتخيل براحتى

يالا معلش نكمل تخيل بقي

هااااااااااااااااااااا ..... ماذا بعد

.....................................



معلش ياجماعة انا تخيلي ملخبط شوية بس هو ده التخيل اللى كنت بحلم بيه

ايه رأيكم بقي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

18 July 2007

يوميات إمرأة

القصيدة على لسان فتاة عاشت قهر مجتمعنا الشرقي الذكوري بتناقضاته وإزدواجيته ،عانت فباحت وصرخت وعبرت عما تعاني منه في هذه الرائعه للعبقري نزار العاشق الدمشقي
..
.
لماذا في مدينتنا ؟
نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟
ونسرق من شقوق الباب موعدنا
ونستعطي الرسائل والمشاوير
لماذ في مدينتنا ؟
يصيدون العواطف والعصافير
لماذا نحن قصديرا ؟
وما يبقى من الإنسان حين يصير قصديرا ؟
لماذا نحن
مزدوجون إحساسا وتفكيرا ؟
لماذا نحن ارضيون ..تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟
لماذا أهل بلدتنا ؟
يمزقهم تناقضهم
ففي ساعات يقظتهم يسبون الضفائر والتنانير
وحين الليل يطويهم يضمون التصاوير
أسائل نفسي دائماً لماذا لا يكون الحب في الدنيا
لكل الناس كل الناس
مثل أشعة الفجر
لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟
ومثل الماء في النهر
ومثل الغيم ، والأمطار
،والأعشاب والزهر
أليس الحب للإنسان
عمراً داخل العمر ؟
لماذا لايكون الحب في بلدي ؟
طبيعياً كلقيا الثغر بالثغر
ومنساباً كما شعري على ظهري
لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟
كما الأسماك في البحر
كما الأقمار في أفلاكها تجري
لماذا لا يكون الحب في بلدي ضرورياً كديوان من الشعر
انا نهدي في صدري كعصفورين
قد ماتا من الحر
كقديسين شرقيين متهمين بالكفر
كم اضطهداوكم رقدا على الجمر
وكم رفضا مصيرهما وكم ثارا على القهر
وكم قطعا لجامهما وكم هربا من القبر
متى سيفك قيدهما متى ؟
يا ليتني ادري
..
نزلت إلى حديقتنا
ازور ربيعها الراجع
عجنت ترابها بيدي
حضنت حشيشها الطالع
رأيت شجيرة الدراق
تلبس ثوبها الفاقع
رأيت الطير محتفلاً بعودة طيره الساجع
رأيت المقعد الخشبي مثل الناسك الراجع
سقطت عليه باكية كأني مركب ضائع
احتى الأرض ياربي ؟
تعبر عن مشاعرها
بشكل بارع ... بارع
احتى الأرض ياربي لها يوم .
. تحب فيه ..تبوح به
..تضم حبيبها الراجع
وفوق العشب من حولي لها سبب
.. لها الدافع
فليس الزنبق الفارع وليس الحقل ، ليس النحل ليس الجدول النابع
سوى كلمات هذى الأرض
..غير حديثها الرائع
.....
أحس بداخلي بعثاً يمزق قشرتي عني
ويدفعني لان أعدو مع الأطفال في الشارع
أريد.
.أريد.
.كايه زهرة في الروض
تفتح جفنها الدامع
كايه نحله في الحقل
تمنح شهدها النافع
أريد..
أريد أن أحيا بكل خليه مني
مفاتن هذه الدنيا بمخمل ليلها الواسع
وبرد شتائها اللاذع
أريد..أريد أن أحيا
بكل حرارة الواقع
بكل حماقة الواقع
.....
يعود أخي من الماخور ...عند الفجر سكرانا
...يعود .. كأنه السلطان
..من سماه سلطانا ؟
ويبقى في عيون الأهل
أجملنا ... وأغلانا
..ويبقى في ثياب العهر
أطهرنا... وأنقانا
يعود أخي من الماخورمثل الديك .. نشوانا
فسبحان الذي سواه من ضوء
ومن فحم رخيص نحن سوانا
وسبحان الذي يمحو خطاياه
ولا يمحو خطايانا
......
تخيف أبي مراهقتي يدق لها طبول الذعر والخطر
يقاومها يقاوم رغوة الخلجان
يلعن جراة المطر
يقاوم دونما جدوى مرور النسغ في الذهر
أبي يشقى إذا سألت رياح الصيف عن شعري
ويشقى إن رأى نهداي يرتفحان في كبر
ويغتسلان كالأطفال تحت أشعه القمر
فما ذنبي وذنبهما ؟
هما مني هما قدري
متى يأتي ترى بطلي
لقد خبأت في صدري له ، زوجا من الحجل
وقد خبأت في ثغري له ، كوزا من العسل
متى يأتي على فرس له ، مجدولة الخصل
ليخطفني ليكسر باب معتقلي
فمنذ طفولتي وأنا أمد على شبابيكي حبال الشوق والأمل
واجدل شعري الذهبي كي يصعدعلى خصلاته .. بطلي
...............
سأكتب عن صديقاتي
فقصه كل واحده أرى فيها
.. أرى ذاتي
ومأساة كمأساتي
سأكتب عن صديقاتي عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات
عن الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات عن الأبواب لا تفتح
عن الرغبات وهي بمهدها تذبح
عن الحلمات تحت حريرها تنبح
عن الزنزانة الكبرى وعن جدارنها السود
وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ
دفن بغير أسماء بمقبرة التقاليد
صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن داخل متحف مغلق
نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق
مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق
وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق
بلا خوف سأكتب عن صديقاتي
عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات
عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات
عن الأشواق تدفن في المخدات
عن الدوران في اللاشيءعن موت الهنيهات
صديقاتي رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات
سبايا في حريم الشرق موتى غير أموات
يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات
صديقاتي طيور في مغائرها تموت بغير أصوات
.......
خلوت اليوم ساعات إلى جسدي
أفكر في قضاياه أليس له هوالثاني قضاياه ؟
وجنته وحماه ؟
لقد أهملته زمنا ولم اعبا بشكواه
نظرت إليه في شغف نظرت إليه من أحلى زواياه
لمست قبابه البيضاءغابته ومرعاه
أسفت لا نه جسدي أسفت على ملاسته
رثيت له لهذا الوحش يأكل من وسادته
لهذا الطفل ليس تنام عيناه
نزعت غلالتي عني رأيت الظل يخرج من مراياه
رأيت النهد كالعصفور ... لم يتعب جناحاه
تحرر من قطيفته ومزق عنه " تفتاه "
حزنت انا لمرآه لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟
لماذا الله أشقاني بفتنته .. وأشقاه ؟
وعلقه بأعلى الصدرجرحاً .. لست أنساه
...
لماذا يستبد ابي ؟ ويرهقني بسلطته
.. وينظر لي كاني سطرفي جريدته
ويحرص أن أظل له كأني بعض ثروته
وان أبقى بجانبه ككرسي بحجرته
أيكفي أنني ابنته أني من سلالته أيطعمني أبي خبزاً ؟
أيغمرني بنعمته ؟ كفرت انا .. بمال أبي بلؤلؤة ... بفضته
أبي لم ينتبه يوماًإلى جسدي .. وثورته
أبي رجل أناني مريض في محبته مريض في تعنته
يثور إذا رأى صدري تمادى في استدارته
يثور إذا رأى رجلاً يقرب من حديقته
أبي ...لن يمنع التفاح عن إكمال دورته
سيأتي ألف عصفورليسرق من حديقته
على كراستي الزرقاء .. استلقي يحرية
وابسط فوقها في فرح وعفوية
أمشط فوقها شعري وارمي كل أثوابي الحريرية
أنام , أفيق , عارية ..أسير .. أسير حافية
على صفحات أوراقي السماوية
على كراستي الزرقاء استرخي على كفي
واهرب من أفاعي الجنس والإرهاب ..والخوف
..واصرخ ملء حنجرتي أنا إمرأة .. أنا إمرأة انا انسانة حية
أيا مدن التوابيت الرخامية على كراستي الزرقاء تسقط كل أقنعتي الحضارية
ولا يبقى سوى نهدي تكوم فوق أغطيتي كشمس استوائية
ولا يبقى سوى جسدي يعبر عن مشاعره بلهجته البدائية
ولا يبقى .. ولا يبقى ..سوى الأنثى الحقيقة
......
صباح اليوم فاجأني دليل أنوثتي الأول
كتمت تمزقي وأخذت ارقب روعة الجدول
واتبع موجه الذهبي اتبعه ولا أسال
هنا .. أحجار ياقو ت وكنز لألئ مهمل
هنا .. نافورة جذلى هنا .. جسر من المخمل
..هنا سفن من التوليب ترجوا الأجمل الأجمل
هنا .. حبر بغير يد هنا .. جرح ولا مقتل
أأخجل منه ؟..هل بحر بعزة موجه يخجل ؟
انا للخصب مصدره أنا يده أنا المغزل ...
نزار قباني